هل يؤثر ترامب على قرار نتنياهو بشأن إنهاء الحرب في غزة الظهيرة
هل يؤثر ترامب على قرار نتنياهو بشأن إنهاء الحرب في غزة الظهيرة؟
رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=1XfUXB83BZM
الحرب في غزة، كغيرها من الصراعات المعقدة في منطقة الشرق الأوسط، تتشابك فيها المصالح الإقليمية والدولية، وتتقاطع فيها القوى المؤثرة بشكل يصعب معه التنبؤ بمسارها أو نهايتها. ومن بين هذه القوى المؤثرة، تبرز الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب أساسي بحكم علاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع إسرائيل، وقدرتها على التأثير في الأحداث الجارية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. والسؤال المطروح بقوة في سياق هذه الحرب، والذي يطرحه الفيديو المشار إليه، هو: هل يمكن أن يؤثر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وإن كان خارج السلطة، على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إنهاء الحرب في غزة؟
للإجابة على هذا السؤال، يجب أولاً فهم طبيعة العلاقة بين ترامب ونتنياهو، والتي تميزت بالتقارب الشديد والتوافق في وجهات النظر خلال فترة رئاسة ترامب. فقد قدم ترامب لنتنياهو دعماً غير مسبوق، تجلى في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما اعتبره نتنياهو تهديداً وجودياً لإسرائيل. هذه المواقف وغيرها عززت من مكانة نتنياهو داخل اليمين الإسرائيلي المتطرف، وساعدته في البقاء في السلطة لفترة طويلة.
ولكن، هل يعني هذا التقارب أن ترامب يملك القدرة على التأثير في قرارات نتنياهو حتى بعد خروجه من السلطة؟ الإجابة ليست بهذه البساطة. ففي حين أن ترامب لم يعد يشغل منصباً رسمياً، إلا أنه لا يزال يتمتع بنفوذ كبير داخل الحزب الجمهوري، ولديه قاعدة شعبية واسعة في الولايات المتحدة، وخاصة بين الإنجيليين المحافظين الذين يشكلون قوة ضاغطة لصالح إسرائيل. كما أن ترامب لا يزال يملك منصات إعلامية قوية، من خلالها يمكنه التعبير عن مواقفه والتأثير في الرأي العام.
ومع ذلك، هناك عوامل أخرى يجب أخذها في الاعتبار. أولاً، نتنياهو نفسه يواجه ضغوطاً داخلية كبيرة، سواء من حلفائه في الائتلاف الحكومي، أو من المعارضة، أو من الشارع الإسرائيلي الذي يشهد انقساماً حاداً حول كيفية التعامل مع الصراع الفلسطيني. فمن جهة، هناك من يطالبون بإنهاء الحرب بأسرع ما يمكن، وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وتجنب المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية. ومن جهة أخرى، هناك من يصرون على مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المعلنة، وهي القضاء على حركة حماس وتدمير قدراتها العسكرية ومنع تكرار هجمات السابع من أكتوبر.
ثانياً، هناك عوامل إقليمية ودولية أخرى تؤثر في قرار نتنياهو. فمصر وقطر تلعبان دوراً وسيطاً في محاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. والولايات المتحدة، بقيادة الرئيس جو بايدن، تمارس ضغوطاً على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، والعمل على حل الدولتين كحل نهائي للصراع. كما أن هناك ضغوطاً من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لوقف الحرب وحماية المدنيين.
ثالثاً، يجب أن نتذكر أن نتنياهو هو سياسي مخضرم، يتمتع بخبرة طويلة في التعامل مع مختلف الأزمات والتحديات. وهو يعرف جيداً كيف يوازن بين المصالح المختلفة، وكيف يتخذ القرارات التي تخدم بقاءه السياسي في السلطة. لذلك، من الصعب القول بأن ترامب أو أي طرف آخر يمكنه أن يملي على نتنياهو قراراته بشكل كامل. ففي النهاية، القرار يعود إلى نتنياهو نفسه، بناءً على تقييمه للوضع، وحساباته للمكاسب والخسائر.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن ترامب يمكن أن يلعب دوراً في تشكيل البيئة التي يتخذ فيها نتنياهو قراره. فإذا كان ترامب يعارض إنهاء الحرب في غزة، أو ينتقد سياسات بايدن تجاه إسرائيل، فإن ذلك قد يشجع نتنياهو على التمسك بمواقفه المتشددة، وتأخير اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار. وعلى العكس من ذلك، إذا كان ترامب يدعم جهود بايدن للتوصل إلى اتفاق سلام، أو يرى أن الحرب في غزة قد استنفدت أغراضها، فإن ذلك قد يسهل على نتنياهو اتخاذ قرار بإنهاء الحرب.
إضافة إلى ذلك، قد يكون لترامب تأثير غير مباشر على قرار نتنياهو من خلال تأثيره على الرأي العام الإسرائيلي. فإذا كان ترامب يحظى بشعبية كبيرة في إسرائيل، فإن تصريحاته ومواقفه قد تؤثر في المزاج العام، وتزيد من الضغط على نتنياهو لاتخاذ قرارات تتوافق مع رؤية ترامب. وعلى العكس من ذلك، إذا كان ترامب غير محبوب في إسرائيل، فإن تصريحاته قد يكون لها تأثير عكسي، وتدفع نتنياهو إلى اتخاذ قرارات تتعارض مع رؤية ترامب.
في الخلاصة، من الصعب الجزم بشكل قاطع بأن ترامب سيؤثر بشكل حاسم على قرار نتنياهو بشأن إنهاء الحرب في غزة. فالقرار يعتمد على مجموعة معقدة من العوامل، بما في ذلك الضغوط الداخلية والخارجية، والمصالح السياسية والشخصية لنتنياهو. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد أن ترامب يمكن أن يلعب دوراً في تشكيل البيئة التي يتخذ فيها نتنياهو قراره، سواء من خلال تصريحاته ومواقفه العلنية، أو من خلال تأثيره على الرأي العام الإسرائيلي.
لذلك، من المهم متابعة تصريحات ترامب ومواقفه بشأن الحرب في غزة، وتحليل تأثيرها المحتمل على قرار نتنياهو. ففي النهاية، مستقبل الحرب في غزة ومستقبل السلام في المنطقة قد يعتمدان على مدى قدرة مختلف الأطراف الفاعلة، بما في ذلك ترامب ونتنياهو، على التوصل إلى رؤية مشتركة لحل الصراع.
الوضع معقد ومتغير، ويجب متابعة التطورات بشكل دقيق لتحليل التوجهات المحتملة وتقدير التأثيرات المتوقعة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة